
في عالمٍ يتجه نحو استكشاف كل ما هو جديد، تظل الأرض التي نعيش عليها مليئة بالأسرار التي لم تُكشف بعد، هل تساءلت يومًا كيف تتكوّن الجبال؟ أو كيف نكتشف البترول والمعادن في باطن الأرض؟ أو كيف نرصد الزلازل ونفهم أسرار باطن كوكبنا؟
كل هذه الأسئلة يجيب عنها علم الجيولوجيا والجيوفيزياء — العلم الذي يجمع بين المغامرة الميدانية والتحليل العلمي، وبين النظر إلى الصخور على سطح الأرض وفهم ما يجري في أعماقها.
الجيولوجيا والجيوفيزياء، العلم الذي لا يكتفي بالنظر إلى سطح الأرض بل يغوص في أعماقها ليكشف تاريخها وكنوزها ومستقبلها. في كلية العلوم بجامعة بورسعيد، يشكل قسم الجيولوجيا والجيوفيزياء واحدًا من الأقسام الرائدة التي تجمع بين الدراسة الأكاديمية والتطبيق العملي، مقدماً للطلاب تجربة فريدة تمزج بين المغامرة العلمية والعمل الميداني والبحث في أعماق الطبيعة. البرنامج الاول (الجيولوجيا) وهو يختص بالعلم الذي يدرس الأرض في كل جوانبها: تكوينها، بنيتها، حركتها، وتاريخها، وما تحويه من ثروات طبيعية كالنفط والمعادن والمياه الجوفية. إنها علم يفهم الماضي ليستشرف المستقبل، علم يربط بين الصخور التي نراها تحت أقدامنا وبين العمليات العميقة التي تجري في باطن الكوكب. ويدرس الطالب في هذا المجال موضوعات متنوعة تشمل الجيولوجيا العامة والاقتصادية والبترولية والبيئية والهندسية والبحرية والهيدروجيولوجيا والجيومورفولوجيا، ليكتسب بذلك فهماً متكاملاً للأرض بكل مكوناتها.
أما البرنامج الثاني (الجيوفيزياء) فهي الوجه الحديث والمتطور لعلوم الأرض، إذ تعتمد على مبادئ الفيزياء والرياضيات والتقنيات الرقمية الحديثة لاستكشاف باطن الأرض دون الحاجة إلى الحفر، مثلما تفعل الأشعة السينية في تشخيص جسم الإنسان. يتعلم الطالب فيها استخدام الموجات الزلزالية والحقول الكهرومغناطيسية والجاذبية والمغناطيسية لدراسة ما لا يُرى بالعين المجردة، سواء للكشف عن النفط والغاز والمعادن أو لدراسة الزلازل والظواهر الطبيعية. وتشمل تخصصاتها الجيوفيزياء البترولية والزلزالية والهندسية والبيئية والبحرية وحتى الفضائية التي تعتمد على بيانات الأقمار الصناعية والاستشعار عن بُعد.
وقسم الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة بورسعيد بصدد انشاء برنامجين جديدين (الجيولوجيا والكيمياء- الجيوفيزياء وعلوم الحاسب) وهى من البرامج المزدوج التي تعطي فرصه اكبر للخريج لزيادة مجالات العمل وبتالي اتساع رقعة سوق العمل بالنسبة لخريجين في هذين البرنامجين.
إن اختيار دراسة الجيولوجيا والجيوفيزياء في جامعة بورسعيد يحمل مزايا لا تتوفر في كثير من الجامعات الأخرى. فبورسعيد مدينة ذات موقع استراتيجي فريد على البحر المتوسط وقناة السويس، ما يجعلها بيئة مثالية لدراسة الجيولوجيا البحرية والرسوبية والمشروعات الساحلية. كما يضم القسم نخبة من الأساتذة والباحثين المتخصصين الذين يحرصون على ربط العلم بالواقع من خلال التدريب الميداني في مواقع طبيعية وصناعية، وزيارات لشركات البترول والمصانع وهيئات المياه والثروة المعدنية ويولي القسم اهتماماً خاصاً باستخدام التكنولوجيا الحديثة في تحليل البيانات والنمذجة الجيوفيزيائية، مما يمنح الطالب مهارات عملية تواكب احتياجات سوق العمل. وعندما يتخرج الطالب من هذا القسم، يجد أمامه آفاقاً واسعة من فرص العمل في قطاعات متعددة. ففي مجال الطاقة، يمكنه الالتحاق بشركات البترول والغاز مثل خالدة، جابكو، بتروبل، وإيني، أو بشركات المسح الجيوفيزيائي والتنقيب الزلزالي. وفي قطاع التعدين والثروات المعدنية، تفتح له أبواب العمل في هيئة الثروة المعدنية وشركات الذهب والفوسفات والأسمنت والسيراميك. أما في مجالات المياه والبيئة، فيشارك في تقييم المخزون الجوفي للمياه ورصد التلوث البيئي وإدارة الموارد الطبيعية. كذلك يحتاجه القطاع الهندسي في دراسات التربة وتصميم المشروعات الكبرى والأنفاق والجسور. كما يمكنه أن يتجه إلى البحث العلمي والتعليم الجامعي والمراكز البحثية داخل مصر وخارجها. وتزداد أهمية هذا التخصص في محافظة بورسعيد تحديداً، حيث تتوافر فرص حقيقية في هيئات كهيئة قناة السويس ومشروعات تطوير الموانئ والمناطق الصناعية بشرق بورسعيد، بالإضافة إلى شركات الخدمات البترولية المنتشرة في شمال الدلتا ومشروعات حماية الشواطئ من التآكل وارتفاع مستوى البحر. إن الجيولوجي والجيوفيزيائي اليوم ليس مجرد باحث في الصخور، بل مهندس المستقبل، وصانع القرار البيئي، ومستكشف الموارد الطبيعية، ومشارك فعال في تحقيق التنمية المستدامة لمصر.
ونبذة مختصرة عن مجالات العمل بعد التخرج، فخريج قسم الجيولوجيا والجيوفيزياء يمتلك مهارات تؤهله للعمل في مجالات واسعة تشمل قطاع الطاقة: شركات البترول والغاز (مثل إيني، بتروبل، خالدة، جابكو) وشركات المسح الجيوفيزيائي والاستكشاف الزلزالي ومراكز تقييم المكامن والآبار. و في قطاع التعدين والثروات المعدنية: هيئة الثروة المعدنية وشركات استخراج الذهب والفوسفات والمعادن الاقتصادية وشركات الأسمنت والسيراميك والزجاج وفي قطاع المياه والبيئة: شركات المياه الجوفية وتحلية المياه و الهيئات البيئية ورصد التلوث ومشروعات تقييم المخاطر البيئية والزلازل. وفي القطاع الهندسي والعمراني:شركات الاستشارات الهندسية والمقاولات الكبرى ودراسات التربة للمشروعات والبنية التحتية. وفي مجالات البحث والتعليم: الجامعات والمراكز البحثية والعمل الأكاديمي والتعليم الجامعي. وعن فرص العمل في بورسعيد خاصة، تتميز بورسعيد بكونها منطقة استراتيجية صناعية وبحرية، ما يفتح أبواب عمل واسعة لخريجي الجيولوجيا والجيوفيزياء في هيئة قناة السويس (دراسات قاع القناة والصيانة البحرية) وشركات الخدمات البترولية في شرق بورسعيد وشمال الدلتا والموانئ والمناطق الصناعية الجديدة والهيئة العامة للثروة السمكية والمياه الساحلية ومشروعات حماية الشواطئ من التآكل والارتفاع في منسوب البحر.
قسم الجيولوجيا والجيوفيزياء بجامعة بورسعيد يوجّه رسالته إلى طلاب الثانوية العامة قائلاً: إذا كنت شغوفاً بالاكتشاف والبحث والمغامرة، إذا كنت تملك فضولاً لمعرفة أسرار الأرض وما تخفيه تحت قدميك، وإذا كنت تطمح إلى مستقبل مهني يجمع بين العلم والتطبيق، فمكانك هنا. في كلية العلوم ببورسعيد، حيث تتعلم كيف تفهم الأرض وتحميها وتستفيد من خيراتها. إنها ليست مجرد دراسة جامعية، بل رحلة علمية وإنسانية لاكتشاف الذات وكوكبنا في آنٍ واحد، رحلة تبدأ من قاعات المحاضرات والمعامل ولا تنتهي إلا عند حدود الأفق.
يضم القسم نخبة من الأساتذة والباحثين المتخصصين في مختلف فروع علوم الأرض ولهم ابحاث دولية ومساهمات عالميه في الجيولوجيا والجيوفيزياء.
د. نامر السعيد رئيس قسم الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة بورسعيد